-->

مزايا وعيوب كل من العمل كموظف بالقطاع العام أو الخاص أو العمل كمستقل وأيهما الأفضل؟


في ظل قلة فرص الشغل في العالم العربي وبعد التخرج، قد تواجهك العديد من الصعوبات والعوائق لولوج سوق الشغل، أهمها الحصول على فرصتك، سواء في القطاع العام أو الخاص.
كما قد يكون نوع العمل الذي ستقوم به هو نفسه سواء كنت مستقلاً أو موظفًا في أي من القطاعين العام أو الخاص، ولكن الاختلاف قد يكون كبيرا في الربح المادي، نمط الحياة والمستوى المعيشي.
وبالتالي فإن لكل نوع عمل ميزاته وعيوبه، ومن الجيد أن تتعرف عليها وأن تكون على دراية كافية بها قبل اتخاذ أي قرار.

العمل كموظف في القطاع العام او الخاص:
كموظف ستعمل لغيرك وعلى مهام محددة لك من قبل، وكل ما عليك انت هو القيام بها وإنهائها فقط في الوقت المحدد لها من قبل مدرائك، كما أنك ستحضى بمسمى وظيفي تقليدي يتقبله المجتمع ومن حولك، على عكس العمل كمستقل.
وبالرغم من أن العديد من المدراء وأرباب العمل يقدمون ترتيبات عمل مرنة، فأغلبهم لا يقدرون هذه الميزة الرائعة، كما أنها غير مألوفة لديهم، مما قد يجعل العمل مرهقا لك حتى وإن كنت تحبه وقد تكرهه مع
الوقت.
كموظف ستحصل على دخل ثابت الذي سيحتم عليك الالتزام بمستوى معيشي معين يتماشى مع قيمة الراتب الذي تتقاضاه.
كموظف ستحصل على فوائد ومزايا، مثل التأمين الصحي، الضمان الاجتماعي، استحقاقات التقاعد، العلاوات، الإجازات المدفوعة، وغيرها.
كموظف ستحصل على إجازات أسبوعية وسنوية وفي المناسبات الوطنية والأعياد الدينية.
كموظف تقييمك الوظيفي يتأثر بكثرة التأخير والإجازات التي قد تكون مضطر لها.
كموظف مع الوقت ستعاني من الروتين والملل من تكرار المهام.
كموظف أنت مقيد بوقت محدد للحضور إلى العمل دون تأخير، وخاصة بالقطاع الخاص، حيث يمكن أن تغادر البيت بينما صغارك نيام، وقد تتأخر في مغادرة العمل وتعود للبيت وقد ناموا.
كموظف أنت ملزم بدفع الضريبة على الدخل، والتي تستخلص سلفا من راتبك بالإضافة لاقتطاعات قد تقننها حكومة بلدك إن كنت تعمل بالقطاع العام، لدى عليك بالاطلاع على قوانين الشغل ببلدك حسب القطاع.
كموظف وخاصة بالقطاع الخاص، يشترط للتوظيف مدة معينة من الخبرة التي لم تحصل عليها بعد بما أنك متخرج حديثا، مما يشكل تحديا حقيقيا في بداية مشوارك.
كباحث عن وظيفة بالقطاع الخاص، قد تقع ضحية الاستغلال، من خلال العمل بدون وضع قانوني واضح أو العمل كمتدرب، فتحرم من بعض أو كل الميزات القانونية التي من حقك الاستفادة منها، وان كنت تقوم بكل العمل المطلوب منك.
كما قد تقدم أيضا للشركة الكثير من المهام التي لا تدخل في تخصصك، وبالمقابل قد لا تحصل على أي شيء.
يوجد من أرباب العمل من قد يعدك ويغريك بالوهم الذي لن يصل معك إليه، وقد يطلب منك كل فترة معينة تجديد طلب تدريبك وتقديمها لإدارة الشركة، وسيخلق الكثير من الأعذار التي تعنيه هو أكثر مما تعنيك أنت، محاولا جرك إلى العاطفة لتوافق على ما يرد، كما أنه قد يخوفك من فقدانك فرصة العمل لديه.
الخواص ملزمين بقوة القانون بتوفير العديد من المزايا الموازية لما يوفره القطاع العام وأكثر، وهذه الأخيرة حسب أهميتك في الشركة وما تستطيع أن تضيفه  لها للرفع من إنتاجيتها، الإضافة التي قد تكون هي ما يميزك عن باقي زملائك في مجالك، وهي ما قد يجعل رب العمل يحتفظ بك كموظف لديه، وهي ما قد تدفعه للاستجابة لبعض مطالبك.
وبالرغم من كل ذلك، يستطيع أرباب العمل الجشعين الإخلال بالقانون نتيجة الثغرات المتواجدة به، وضعف العقوبات المترتبة عن ذلك، كما أن ضعف معرفة الموظفين بالقانون المؤطر للعمل بالقطاع الخاص والخوف من فقدان العمل يزيدون الطين بله، لدى عليك بالإطلاع على قانون التشغيل بالقطاع الخاص.
كموظف وخاصة في القطاع الخاص، احتمالية فقدانك العمل لأي سبب كان واردة، وهذا هو السبب الذي يعين عليك البحث عن وظيفة جديدة بشكل متكرر.
كموظف في أي من القطاعين، قد تستفيد من التطوير المهني الذي تقدمه الجهة التي تعمل ستعمل لديها، وبالتي مسارك الوظيفي سيكون أوضح حتى تتمكن من تسلق السلم الوظيفي.
كباحث عن وظيفة لأول مرة أو جديدة وخاصة بالقطاع الخاص، عليك بتعزيز تواجدك على منصة لينكدإن وغيرها من المنصات الخاصة بالمهنيين حتى تحظى بفرص أكبر.
كموظف ستحظى بتقاعد، لكن أغلب المتقاعدين في العالم العربي يعانون وما تبقى لهم من كاستحقاق تقاعد، لا يكفيهم حتى للعلاج من الأمراض التي أغلبها بسبب الوظيفة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.


العمل كمستقل:
كمستقل ستعمل لك ولك وحدك، حيث يتعين عليك اختيار مكان، وقت العمل واتخاذ قرار بشأن ما يجب عليك العمل عليه، وكذلك كيفية القيام بذلك، كما يتوجب عليك البحث المستمر عن الفرص التالية، والكثير من الأمور التي لا تشغل بال الموظف، فهي من مهام رؤسائه.
كمستقل، ستكون دائمًا في وضع العمل، ولكن ستتمتع بمرونة أكثر في أسلوب الحياة، ولن تكون مضطرا للتعامل مع قانون وإكراهات الوظيفة وسياساتها والدراما التي لا داعي لها لتحافظ على عملك كموظف.
كمستقل، يمكنك العمل بالقدر الذي تريده، وليس لديك أي حدود للدخل، فإذا نجحت في العثور على عملاء جيدين، فقد يكون الراتب أفضل بكثير مما قد تربحه كموظف في نفس المجال.
كمستقل، قد تحصل مثلا على مبلغ  7.000 دولار في شهر واحد، لكن في الشهر التالي قد يكون مثلا 500 دولار فقطـ أو أقل.
إذا لم تكن جيدا في إدارة أموالك وفي العثور على عملاء جدد فاحذر، والأفضل أن تقوم باستثمار جزء من أموالك في نفس مجالك أو في مجال آخر قد تبرع فيه أكثر كالتجارة الإلكترونية مثلا.
كمستقل قد تضحي احيانا بإجازاتك الأسبوعية وفي المناسبات الوطنية والأعياد خاصة وإن كنت تعمل مع الأجانب.
كمستقل أنت ملزم بدفع الضريبة على الدخل طبيعية أو الأرباح إن عملت كشخصية معنوية، عليك بمراجعة القانون المخصص لذلك ببلدك، كما عليك بالبحث عن محاسب للاستشارة وتكليفه للقيام ببعض الإجراءات أو جميعها،  كما ستعرف من خلال الكثير من التفاصيل التي يصعب رصدها جميعها في هذه الإجابة، واهم سبب لذلك ناتج عن اختلاف القوانين وبعض المصطلحات القانونية المستعملة حسب كل دولة.
كمستقل تقييمك سيأتي من العملاء على المنصات التي تعمل عليها، وذلك من خلال تقييمات الخدمات التي قدمتها لهم، كما قد يقومون بالتعليق هم والمهتمين والزملاء في مجالك على أعمالك المنشورة على معارضك بمواقع التواصل الاجتماعي العامة والخاصة بمجالك، ما قد يرفع من فرص الوصول لعملاء جدد وإقناعهم بجودة خدماتك.
كمستقل عليك بالتطوير الذاتي والرفع من مهاراتك بنفسك، و اكتشاف طرق عمل جديد في مجالك والعمل عليها أيضا من أجل الرفع من مداخيلك، وذلك من خلال مختلف الدورات المقدمة مجانا أو المدفوعة الخاصة بمجالك أو كلاهما، كما يمكنك حضور الندوات والملتقيات التي ينظمها الرواد في مجالك ومجال العمل عبر الأنترنت والتي أغلبها مدفوعة، والأفضل الجمع بين كل ذلك إن أمكن، لأن قيمة ما ستتعلمه من كل ذلك كبيرة جدا وتضيف لك الكثير الكثير.
كمستقل قد تعاني في البداية من صعوبة الوصول إلى أول عميل أو من قلة العملاء، لكن عليك بالصبر والمثابرة وتحليل البيانات لمعرفة كيفية الوصول إلى ذلك، وعدم اليقين من الوصول والحصول على أول عميل أو مزيد من العملاء، يجعل من المستقل يفكر في أن العمل بدوام كامل كان الخيار الأفضل، لذا لا تنسى أنك بدأت للتو.
كمستقل قد لا تحقق أي شيء، سواء كنت ممن لديهم خبرة مسبقة بمجال معين أم لا، وغالبا ذلك راجع لانك لازلت مبتدئ في مجال العمل عبر الأنترنت، أي عن بعد، بسبب نقص المعرفة والتوجيه والخبرة، فالأمر ليس سهلا كما يبدو وليس صعبا أيضا.
كمستقل ستحتاج إلى تسويق نفسك، وبما أن مبادرتك ذاتية يستحن أن تقوم بإنشاء موقع خاص بك أو مدونة، وأن يكون لك تواجد على معظم منصات التواصل الإجتماعي العامة والخاصة بمجالك، حيث يمكنك إنشاء معارض لأعمالك ومشاركتها مع الزملاء والمهتمين والعملاء المحتملين.
كمستقل  يجب أن تكون حذرا من الركود في عملك، وهو أمر من المرجح أن يحدث بسبب الروتين والملل، وحتى تتفادى ذلك جدد طموحك وجدد أهدافك في كل فترة تحس بذلك، كما يمكن أن تكون هذه الفترة مناسبة لأخذ إجازة محددة الوقت، للترفيه، ولقضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء.
ولا تنسى أن تخصص مدة معينة من إجازتك للإطلاع على المزيد، حول مجالك وعملك من أجل تطويره والعودة بعزيمة ونشاط كبرين.
معظم المستقلون يحضون بأكبر قدر من الدخل مقارنة بالموظفين، ومنهم من كان لا يتوفر على أي مؤهلات ولا أي معرفة بأي مجال بالإضافة لضعف الملكات اللغوية، وبالرغم من كل ذلك انطلق يجرب ويبحث ويتعلم ويطور من نفسه ويعمل وحقق نجاح لم يحققه أصحاب المجال.

وختاما، قبل الاختيار تعرف على شخصيتك جيدا، وحدد الأهداف التي ترغب في تحقيقها حقا، نوعية الوظيفة التي ترغب في الالتحاق بها أو القطاع الذي يناسبك العمل به، حسب ما تطمح إليه في حياتك، وعليك أن تعرف وتجيد كيفية التعامل مع إكراهات وتقلبات العمل الذي ترغب في الالتحاق به.

ولا تنسى أن أغلب الميزات التي يتمتع بها المستقلين لم يحصلوا أو يصلوا إليها بين ليلة وضحاها، فقد كان وراء كل ذلك الكثير من الاصرار والعمل بجد والسهر والفشل التعلم منه والتطوير والمواصلة والاستمرار.
وإذا كنت تفضل العمل كمستقل، أو تعمل حاليا كمستقل ولم تحقق أي شيء بعد، عليك بالجمع بين العمل كموظف والعمل كمستقل وإدارة وقتك والتعلم وبدل جهد إضافي والصبر على الفشل والتعلم منه إلى أن تحقق النجاح الذي يسمح لك بترك العمل كموظف.



bilan deisgn
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Bilan Design .

جديد قسم : تدوينة

إرسال تعليق